احتفاءً باليوم العربيّ للغة الضّادّ
/- الدّيباجة:
غير بعيد عن الإعجاز اللّغويّ في القرآن العظيم، وتوسيعًا لمجال البحثِ فيه، والسّير نحو تأسيس بحثٍ جديد يَمْتَحُ من المُقَدَّسَيْنِ: القرآنِ العظيم، والسّنّةِ النّبوية الشّريفة؛ أُسُسَه المعرفيّةَ، وآليّاتِه الفكريّةَ؛ جاءتْ فكرةُ هذا الملتقى لتُرَدّ للمُتَفَضِّل حقَّ التّنبيهِ والتّنويهِ: القرآنِ العظيم، على اللّغة العربيّةِ؛ انتشارًا وحفظا، وإثراءً وإغناءً، فجَعَلَها في حَرَمِهِ، لا يُدْخَل عليه إلّا من خلالها.
وقد دَأَبَ العلماءُ، منذ نزول القرآن العظيم، على قراءته وحِفظِه، ثمّ دراستِه وشَرْحِه. ولم يتركوا جانبا من جوانبه إلا عَنَوهُ بالبحث والدّراسة، فظهرتْ بذلك علومٌ لم تكن معروفة، وازدهرتْ أخرى لم تكن مُزدَهِرَةً، وكانت علومُ اللّسان –قِدْمًا- علومَ وسيلةٍ إلى فَهْمِ القرآن ودراسته. لذا فعلوم اللّسان قَلَّ ونَدُرَ أنْ تنقطع خيوطُها الحَريريَّةُ بالأصل القرآنيّ.
وبفعل هذا التّرابط بين القرآن العظيم وعلوم اللّسان المختلفة: من صوتٍ وصرفٍ، ونحوٍ وبلاغة وغيرها، ارتأينا أنْ نُسْنِدَ إلى أهل العلم والدّراية أنْ يَسْبِروا غَوْرَ هذا التّواشُجِ الّذي يسير مُؤدّاه حَثيثًا إلى تَأْثيثِ صَرْحِ عِلْميّ خَفِيٍّ مُسْتَنْبَطٍ مِنْ هذه العلائِقِ. والصّلة بين القرآن واللّغة وثيقةٌ لا تُفصَم عُراها، فإنّ هذا القرآن نَزَلَ بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، واللّغةُ قوالبُ المعاني الّتي عليها مَدَارُ الأحكامِ، وعلوم اللّسان وفُروعها أَحَدُ تلكَ المنافذِ الّتي تُوصِلُنا إلى معاني الأحكامِ ومَقَاصدها.
وتحاولُ محاورُ الملتقى المتآلِفَةُ أنْ تُجيبَ على إشكالات مهمّة، وتساؤلاتٍ تَسْتحِقّ المباحَثَةَ والمدارَسَةَ، أهمّها: هل يمكن أنْ نؤسّس لفكرةٍ أو علمٍ لسانيٍّ استنباطيٍّ من علومٍ عدّة على ضوء خصوصيّة النّصّ القرآنيّ المقدّس، يخدُم اللّغة العربيّة واللّسانيّاتِ، مُسْتَكْنِزًا بما يحفِلُ به القرآنُ العظيمُ من ثراءٍ معرفيٍّ وغَناءٍ عِلميٍّ؟ وما هي معالِم خصوصيّة علوم اللّسان إذا ما استندت إلى النّصّ القرآنيّ المقدّس مدوّنةَ دراسةٍ وتَحليلٍ؟
2/- أهداف الملتقى:
يكْمُنُ الهدف الأسمى للملتقى في أهمّيّة الموضوع المطروح للمُدارَسَة، وهو قدسيّة القرآن العظيم أوّلا، ثمّ أهمّيّة البحث في علوم اللّسان المختلفة. فإنّه لا يخفى أثرُ القرآن العظيم على اللّسان العربيّ، منذُ أوّل نزوله؛ إذْ تلقّفه العربُ مسلِمِينَ له صدارةَ البلاغةِ والإعجاز، وإنْ لم يُسلِمْ له بعضُهم إيمانا واعتقادًا. وما كاد نزوله يبلُغُ التَّمامَ حتّى انبثقتْ من العربيةِ تلكَ العلومُ الجمّةُ التي كان القرآنُ العظيمُ سَبَبَ انْبِثاقِها.
ومن هنا فإنّ العلاقة بينهما تبنى على محورين اثنينِ؛ فاللّغة تحتاجُ القرآنَ، والقرآن يحتاجُ اللُّغةَ كذلك. فتحتاجُه اللّغةُ العربيّة ليخلّدها، وتستمدّ منه سلامتَها وثراءَها. واحتياجُ القرآنِ اللُّغةَ احتياجٌ منطقيّ، لا احتياجَ نَقْصٍ أو افتقار؛ فإنّما القرآنُ نصوصٌ وأحكامٌ، وفَهْمُ معانيها وضَبْطُها مُتَعَلِّقٌ بفَهْمِ ألفاظِها وعباراتِها. ومن هنا فإنّ الأوائلَ عَبَّروا بالعُموم أنّ عِلْمَ العربيّة علمُ وسيلةٍ لا غاية، يُتوسّل بها إلى فَهْمِ كتابِ الله تعالى.
وهذا الهدفُ الكامن في أهمّيّة الموضوع يقود بالضّرورة إلى وضع الإرهاصاتِ الأولى للدّراسات اللّسانيّات في المباحث القرآنيّة، الدّراساتِ الّتي تحملُ الخصّوصيّةَ القرآنيّةَ المقدّسةَ، العلمِ الّذي يعملُ على تَمْتينِ العلائق بين العلوم اللّسانيّة المختلفة بالنّصّ القرآنيّ.
4/- محاور الملتقى:
- التّفسير واللّغة: التّأسيس لنظريّة لسانيّة في التّفسير اللّغويّ.
- القرآن والصّوت: الصّواتة القرآنيّة/ الصّوتيات اللّسانيّة القرآنيّة: الخصوصيّة والدّلالة.
- القرآن والإيقاع: التّحبير الصّوتي. التّأسيس للتّنغيم القرآنيّ.
- القرآن والصّرف: البناء الصّرفي في القرآن العظيم: الخصوصيّة والتّأسيس للصّرف العربيّ.
- القرآن والنّحو والإعراب: خصوصيّة النّحو القرآنيّ، ومشاركة الإعراب في تشكيل الدّلالة القرآنيّة.
- القرآن والبلاغة: البيان القرآني، خصوصيّة البلاغة القرآنيّة. القرآن يؤسّس للبلاغة القرآنيّة.
- القرآن والمعاجم/ الصّناعة المعجميّة: حضور وتأثير الشّاهد القرآنيّ في صياغة الدّلالة المعجميّة وتوجيه المعنى المعجميّ.
- القرآن والمعنى: اتّساع/ تغيّر الدّلالة، المصطلحيّة القرآنيّة.
- القرآن واللّسانيّات الحديثة: المناهج والنّظريّات اللّسانيّة في ضوء الخصوصيّة القرآنيّة.
5/- شروط المشاركة:
- أن تكون المداخلة أصيلة مبتكرة، متّسمة بالطّرافة والجِدّة، ضمن أحد محاور الملتقى.
- أن تكون مستوفية لشروط البحث العلمي من حيث المحتوى والشّكل واللّغة السّليمة.
- تُعطى الأولويّة للمداخلات التّطبيقيّة.
- أن يفوق حجم المداخلة بين 12 صفحة إلى 30 صفحة، وتكتب بخط: Simplified Arabic، حجم 14 للمتن، و12 للهوامش، التي تكون آليا آخر المداخلة. (2 سم في جهات الصّفحة الأربع)، (1 سم بين الأسطر).
6/- تواريخ مهمّة:
- تاريخ انعقاد الملتقى: 02/ 03/ 2025
- آخر أجل لاستقبال الملخصات: 01/ 11/ 2024
- الرّدّ على الملخّصات المقبولة: 10/ 11/ 2024
- آخر أجل لاستقبال المداخلات: 10/ 01/ 2025
- الرّدّ على المداخلات المقبولة: 31/ 01/ 2025
7/- وسائل الاتصال:
البريد الإلكتروني: hclalinguistiquecoranique@gmail.com