و بعد، فهذا هو العدد السّادس من مجلّة "معالم"، يحمل بين دفّتيه مواضيع متنوّعة تتقاطع في مجملها على محور "نخبة التّنمية"، و هي ترسم الخطط و تصنع المساحات أمام تحرك سياسات بلدانها و شعوبها في بسط نفوذها، و مراعات مصالحها، تحت عناوين جذّابة، كما يظهر من مقال "أصل التّدخل لحماية المدنيّين و استعمالاته"، أو بالقدرة على تحقيق المنافسة و التّفوق التي يظهرها نموذج التّعليم العالي في بريطانيا في المقال "المثلّث الذّهبي"، حيث تظهر قوة منظومة التّعليم العالي في قدرتها في المنافسة الاقتصادية و الثّقافية، أو من خلال الرّحلة التّاريخية مع تجربة شركة الهند الشّرقية "من التّجارة إلى اللّسانيات"... ما دامت "معالم" تعنى بالأساس بعالم التّرجمة، فقد وقفت عند قضيّة "التّرجمة الآلية" الّتي أسهمت في كسر الحواجز بين اللّغات و سد العجز في مجال متابعة الوتيرة السّريعة للنّشر، مع الإعتناء بالتّرجمة "المتخصّصة" الّتي تضبط المفاهيم و تثري القواميس، وفي العدد موضوعات أخرى لسانية و أدبية و ثقافية، نأمل في أن تسهم في إشباع فضول المتلقّين من باحثين و دارسين و طلبة.