و بما أنّ الأفق من طبيعته الابتعاد كلّما اقتربنا منه، نصل إلى فكرة تداخل الآفاق و امتزاجها حسب إيقاعات متفاوتة تؤول إلى إفراز تنوع ثقافي. هذا التّنوّع الذي كُرّس في وثيقة "الإعلان العالميّ للتّنوع الثّقافي" التي أصدرتها اليونيسكو، في العام 2001، و التي عبّر فيها الموقعون عن تأكيد إيمانهم بأنّ الحوار بين الثّقافات يشكّل أفضل ضمان للأمن و السّلم العالميين، و رفضهم القاطع للطرح القائل بحتميّة الصراع بين الثّقافات و الحضارات. و السبيل الأهم و الأنجع لحوار الحضارات و الثّقافات هو التّرجمة التي تلعب دور الوسيط بنقل التجارب و تقريب المسافة بين الآفاق الثّقافية، و هي كذلك الرد المفحم على ضجيج اللغات الذي تلخصه "أسطورة بابل" لتنقلنا إلى "ما بعد بابل".