• السبت 07 سبتمبر 2024 - 05:49 مساءً

شرفني كثيرا أن أتولى إدارة هذه الندوة التكريمية، فشكرا للمجلس الأعلى للغة العربية ولرئيسه الدكتور محمد العربي ولد خليفة، وأنا كثير الامتنان للدكتور محي الدين عميمور، والذي سأناديه طيلة هذه الندوة بالدكتور، كما درجنا على أن نناديه دائما. أتصور أن المجلس الأعلى للغة العربية، اختار الدكتور لتكريمه اليوم في شخصية ومسار، وهي من المبادرات القليلة في حياتنا الثقافية، لتكريمه على مجمل أعماله، كما يقال في المهرجانات السينمائية، وأن الاختيار كان لان الدكتور خدم اللغة العربية بإنتاجه الإعلامي الغزير لأكثر من أربعين عاما. ولأنه من الصعب حصر مسار الدكتور في سطور قليلة، لأنه صاحب قلم، ومصاحب لصاحب قرار، في فترة ذات زخم وثراء أولا، وثانيا لأن فترات أخرى من تاريخ الجزائر مليئة بالأحداث والتحولات والأزمات والجدال والدماء والدموع، كان للدكتور فيها آراؤه وتحليلاته ومواقفه. فيما يخصني فقد عرفت الدكتور عندما كان يقول لنا، ونحن طلبة في الثانوية: إن ستة أشهر كافية لتعريب فرنسا وفرنسة بريطانيا، ثم عرفته وهو يكتب عن الشرق الأوسط وعن الطلقاء، وكم تمنيت، وغيري كثيرون تمنى أن امتلك تلك القدرة على الكتابة وذلك الأسلوب، وذلك الزخم من المعلومات. كما عرفته وهو يؤدي وظيفته في الرئاسة، ثم عرفته وهو خارج السلطة حتى ولو لفترة قصيرة، وعرفته وهو يناضل من أجل فعل سياسي جماعي، ثم عرفته وهو يعود المرة تلو الأخرى، ليكتب عن الحدث والظاهرة وعن القرار وعن اللاقرار عن الحل وعن اللاحل، ثم عرفته وهو يطبع الكتاب تلو الآخر ليجمع ذاكرة زمن قبل أن يجمع ذاكرة نصف قرن، ثم عرفته مرة أخرى وأنا أناقشه في بعض قضايا الدولة، ومصاعب بنائها وبعض مسائل النخبة الجزائرية وقصورها وتقصيرها.