• السبت 07 سبتمبر 2024 - 07:08 مساءً

كان بحق واحدا من فحول القصيدة العربية المناضلة، وأحد أساطين الإبداع الخالد، فحفر اسمه عميقا في مخيلة أجيال عديدة. ولأنه كان ملتزما بموقف | لا يلين وإيمان لا يتزعزع، فقد استقر في وجدان الشعب العربي شاعرًا ثائرا من طينة مختلفة تماما، لأنه تغنى بالجرح والمأساة والمعاناة والثورة الجارفة. وأوقف موهبته للتغني بتضحيات الشعب الجزائري، واستمر صوتا للأوراس منذ الطلقة الأولى حتى يوم النصر فأصدر عددا من المجاميع الشعرية في مقدمها «صلاةٌ لأرض الثورة» التي رفعهـا عـاليـا الجبين الثورة إن سليمان العيسى، وهو يغادرنا إلى دار الخلود، نفتقد فيه الشاعر الصلب والصوت الذي ظل حاملا آمال أمته وعنفوانها، ومبشرا بغد مشرق لطفولة مسلوبة الحلم، فكان سلاحه في مجابهة اليأس والإحباط، الكلمة الصادقة والقصيدة التي تنبض بالمحبة والوفاء والأمل لهذا بدأ شاعرًا للثورة وأكمل رحلته مؤمنًا بقضيته شاعرا للطفولة. إن الجزائر التي حملها سليمان العيسى في قلبه ونقشها في وجدانه، وتغنّى بنضالها وأمجادها ستحفظ له اسمه وذكره، وتعلي من قامته في عيون أبنائها، فهو واحد من أولئك الذين التحموا بالثورة الجزائرية فصاروا من أبنائها. العيسى الذي منح الجزائر أعظم ما في اللغة العربية الشعر الذي لا يموت أبدا.».