• الخميس 30 نوفمبر 2023 - 03:56 مساءً

كان أوّل من قدّمني لطلبة جامعة باتنة في أول أمسية شعرية لي في عام 1983، ولم أكن تمرّستُ بمثل هذه الفضاءات. وكان أوّل من قدّم لديواني "في البدء كان أوراس" في عام 1985 في صحيفة النصر بعنوان "ميهوبي في السوق" مما أعطى دعاية أكبر لباكورة أعمالي. مثلما كان له شرف رئاسة المؤتمر السابع لاتحاد الكتاب الجزائريين بسطيف 1998 هذا الرجل المجاهد، العصامي، الصبور الذي كافح طويلا، ليشكّل اسما له حضوره في المشهد الأكاديمي ببحوثه ودراساته، فقد أوقف نفسه خدمة للموروث الجزائري، وله حضوره الثقافي بكتاباته ومساهماته الملتقيات والندوات، ولا يُرى إلا وهو يأخذ بأيدي من يرى فيهم الموهبة والاستعداد، وله اسمه السياسي لنضاله في المتواصل ضمن ما يتوافق وقناعاته في خدمة الوطن ويتساوق مع مبادئه، وله حضوره الإنساني لما يعرف عنه من تواصل مع أصدقائه، ومتابعة أخبارهم وأحوالهم...ولعل ما أكبره في الدكتور العربي دحو هو اهتمامه الذي لا يتوقف، وجهده الذي لا يجارى، في خدمة التراث والأدب الشعبي وموروث الثورة التحريرية، فكان من القلة القليلة التي أفردت ثلاثة أرباع وقتها للمخطوطات، دراسة وتنقيحا وتحقيقا، وكلّما اتصلنا ببعضنا إلا أفادني بجديده ومثلما يسألني الناس "من أين لك بالوقت لتكتب؟" أحيل السؤال ذاته إلى الأستاذ دحو ، فيقول لي : "لو فكرت في كيفية الحصول على الوقت ما كتبت كل هذا ..".