يكتسي عالم المخطوطات أهميّة كبيرة في حقول المعرفة الإنسانيّة ويزداد قيمة ورفعة قدر إمتداده في أعماق الأزمنة التاريخيّة، وقد سعة جغرافيّتة الثقافيّة، لأنّ هذا العالم فسيح وغائر في العمق إذ لا يمكن فتح ما انغلق منه وانصدّ إلاّ بعد جهد وعناء كبيرين، وذلك لوصل الماضي بالحاضر، والحاضر بالماضي، ليتأتىّ استشراف المستقبل، وليبرز ما انغمر منه في ثوب قشيب، موشّى بأبهى الأساليب، ومطرّزا بأزهى ألوان المعارف ومحلّى بألدّ الفوائد. ولا يغيب على الذهن أنّ تاريخ الأمم يتجاذبه الصراع والتوافق مدّا وجزرا، وتظهر فيه ثغرات في العلاقات الإنسانية، وتبرز أفكار تحذ وبأصحابها إلى ممارسة الهيمنة والسيطرة، قد تصل إلى حدّ الاستلاب مما يدفع بالآخر إلى الرفض والصّد والمقاومة، بشتّى الطرائق والأساليب.