يسعد المجلس الأعلى للغة العربية أن يقدّم لقرّائه الكرام هذا الكتاب الذي يجمع أعمال الندوة العلمية التي جرت فعالياتها في فندق الأوراسي يومي: 4 -5 جوان 2007 حول: الفصحى وعامياتها لغة التخاطب بين التقريب والتهذيب. وإذ يقدم هذا العدد فإنّه يستهدف الرقي بالعامية لتعود إلى وضعها الطبيعي لها قبل أن تنزاح عن مستواها الفصيح الراقي والأدبي إلى مستوى أدنى، وهو مستوى خطاب الأنس، هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فإن المجلس يسعى لتطبيق إستراتيجيته في هذا المجال بالعمل على الرفع من مستوى الدارجة لتقترب من اللغة الوسطى التي لا تحمل في خطابها التقعر وتستجيب لمتطلبات الحياة المعاصرة ، وضمن هذا المنظور تركزت المحاضرات القيمة التي قدمها الأساتذة المختصون في هذه الندوة، ومن بين محاورها الشروط التي ترتقي بالعامية لتقارب الفصحى الوسطى بهدف تحقيق التواصل الجيد. إن العربية الدارجة هي مستوى تعبيري يتخاطب به العامة عفوياً في الحياة اليومية، وهو مستوى غير خاضع لقواعد النحو والصرف ويتصف بالتلقائية والاختزال، إنها عربية فقدت بعض الخصائص الموجودة في الفصحى مثل الإعراب، ولكنها ليست لغة في حد ذاتها مثلما يجوز للبعض أن يسميها قياساً على اللغات المتفرعة من اللاتينية. أما بالنسبة للعربية الفصحى، والدارجة فهما غير مقطوعتين من الأصل؛ فالفصحى لغة العبادات ولغة التعامل اليومي والإداري، وهي اللغة الأصل، وقد يصدق هذا القول عند المسلمين الذين لا يستخدمون العربية الفصحى إلا في صلواتهم. وأما الدارجة في الوطن العربي فهي لغة التعامل اليومي، وليست بعيدة عن