• السبت 27 جويلية 2024 - 08:41 صباحاً

في إطار احتفاء المجلس الأعلى للغة العربية باليوم العالمي للترجمة، ضمن الأيام القارة التي دأب المجلس الأعلى للغة العربية على إحيائها بتقديم الأبحاث العتيدة والدراسات الرصينة، فإنَّه ارتأى أن ينظم هذا الملتقى الوطني لاستعراض جوانب العلاقة بين الترجمة والهوية، ومدى تأثير الترجمة على هوية المترجم والمترجم له، وطبيعة الإجراءات التي تطال النّصّ الأصل والنَّص الهدف يما يحملهما من لغة ومضامين، وبما يحملانه من فكر وثقافة وعلوم. تعد الترجمة بامتداداتها التاريخية وآفاقها المعرفية -ضرورة لغوية واجتماعية، فرضتها العولمة، فلا يمكن الاعراض عنها ولا الاعتراض عليها وانطلاقا من أنَّ اكتشاف الذات وإدراك خصوصياتها والتعرف على الأنا الشخصية والمحافظة عليها، لا يُتصور إلا باكتشاف الآخر، ومعرفة أبعاد هُويته وخصائص ثقافته؛ فَإِنَّ الترجمة. الفعل الأقدر على استجلاء مبررات الاختلاف ومعالمه، والنشاط الأجدر بحصر احتمالات الاتفاق وحدوده والمترجم أكثر المثقفين تفاعلاً مع قضية الهوية ومعايشة لإشكالاتها؛ ذلك أنه يجد نفسه في مواجهة هوية أخرى تختلف عن هويته في أمور كثيرة، تأتي على رأسها اللغة بحمولتها الثقافية، مع ما يقترن بها من قيم ورؤى للإنسان والكون والحياة، ليجد نفسه مجبرا على تحصيل درجة كافية من الوعي بها وبآثارها، والنجاح في الرُّسُو بها سالمة على ضفاف الثقافة الحاضنة. وذلك ما يجعل المترجم في طليعة الجبهات الحامية للهوية الوطنية في مواجهة الهويات العابرة.